“توم” و”جيرى” عبقرية تاريخية تتكون من 161 حلقة رسوم متحركة كرتونية كوميدية،أنتجت فى عام 1940 إلى عام 1967 للسينما وحازت على جوائز الأوسكار،والتى تظهر الصراع بين القط “توم” والفأر “جيرى”،ويعتبر “جوزيف باربيرا” مبتكر شخصيتى الرسوم المتحركة الشهيرتين توم وجيرى مع (ويليام هانا) الذى كان شريكا له،وبالعودة للحضارة الفرعونية القديمة نجد أنها أول مبتكر فعلى لشخصية وفكرة الكرتون التاريخى الشهير، “توم” و”جيرى”.
وفيما يلى نرصد معالم ذلك التاريخ الفرعونى الذى يعتبر أول من رصد الصراع المحتدم بين “القط والفأر”،حيث أنه بالعودة لما قبل 3000 عام فى التاريخ الفرعونى،نجد أن النزاع بين “القط والفأر” كان متواجداً فى الأدب الشعبى الفرعونى حيث وصل لمرحلة تقديس الحيوانات فى ذلك التاريخ القديم.
وأول الإثباتات التى رصدت صراع “القط والفأر” فى التاريخ الفرعونى القديم،ما رصده 5 علماء مصريات بريطانيون،وهم كل من “جان دوريس – إف إل ليونيه – أيه أيه إس إدواردز – جان يو يوت – سيرج سونرون” فى الموسوعة التاريخية الخاصة بهم والتى حملت إسم “معجم الحضارة المصرية القديمة”،وذكروا فيها أن المصريين عرفوا “توم وجيرى” قبل أكثر من 3300 سنة،مؤكدين أنه كان دائماً يوجد صراع ونزاع بين “القط والفأر”،حيث عثروا خلال دراستهم للتاريخ الفرعونى على العديد من الصور المرسومة على الأوستراكا وأوراق البردى،ومكتوب عليها “تصبح القطة عبدة لدى مدام فأرة” ،ويهاجم جيش من الفئران فرقة القطط المسكينة المحبوسة فينتصر عليه.
أما العلماء المصريين وعلى رأسهم الأثرى المصرى “أحمد صالح عبد الله” فأثبتوا فعلياً أن أول ظهور لرسم كاريكاتيرى “القط والفأر” يعود لعام 1300 قبل الميلاد،ويشبه التاريخ المصرى الفرعونى النزاع بين “القط والفأر” بصراع “الملك والشعب” فكان يرمز بالقط إلى الملك،وكان يرمز بالفأر إلى الشعب،وكانت قد نشأت عبادة المصريين للحيوانات قبل سنة 3000 قبل الميلاد.
ويعتبر القط من أكثر الحيوانات تقديساً وذكراً فى النصوص والقصص الفرعونية المسجلة فوق جدران المقابر والمعابد المصرية القديمة، وتروى تلك النصوص والصور التى رسمت بعناية أن مصر عرفت نوعاً من القطط البرية يسمى “شوس” منذ عصور ما قبل التاريخ،وكان يرى دائما قرب حدود الصحراء وكان “شوس” القصير الذيل والممتلئ الجسم صياد شرس وميال إلى الاعتداء على الدوام،وأيضا “القط العظيم” الذى ذكر فى كتاب الموتى بأنه “كائن شمسى قديم غاية القدم وأنه يحمى الناس ويمزق الأفعى الشريرة أربا أسفل جذع الشجرة المقدسة”،أما القط المصرى الأليف الودود المبهج فترجع أول إشارة له إلى حوالى سنة 2100 قبل الميلاد،وتم جلب القط الأليف الذى كثر عدده فى الدولة الفرعونية وأصبح إله لديهم،وأقاموا له معبد يعرف بمعبد القطة فى منطقة “بوباسطة” أى “تل بسطة” بمحافظة الشرقية من الغرب والجنوب على أنه تحفة نادرة.
ولو رجعنا بالزمن للخف نجد أن “القط” وصل إلى أوروبا عن طريق مصر من طريق بلاد الأغريق،الذين أدهشهم تقديس المصريين القدماء للحيوانات،ويعتقد الكثيرون من المتخصصين فى علوم الحيوانات أن القطط الإنجليزية القابعة على أسطح المنازل تنحدر من سلالة القطط المصرية.